الأمن وكيف تعاملوا مع الإضراب:
تم تطبيق النظام الليبى فى الحفاظ على الأمن حيث منعوا إجتماع أكثر من ثلاثة أشخاص أو اكثر فى مكان واحد. كما تم تطبيق النظام المصرى أيضاً وهو تفتيش كل من يطلق لحيته, وكأن التدين وإطلاق اللحية حلال فى الدين وحرام فى نظام الدولة التى من المفروض أنها تحافظ على الأديان. مع العلم أن من فى نيته عمل تفجيرات أو ما إلى ذلك فإنه سيحاول قدر المستطاع أن يبعد كل الشبهات عنه ومن الطرق التى سيتبعها حتما لإبعاد الشبهات عنه هو حلق اللحية.. فنجد أفراد الأمن مثلاً فى محطات القطار وغيرها من الأماكن العامة يطلبون النظر فى بطاقة كل من يرونه مطلقاً لحيته على أساس أنه من الإخوان.. فى حين أن معظم الإخوان لا يطلقون اللحية؟!!!!.
الحكومة وكيف تعاملوا مع الإضراب:
لم تسجيب الحكومة لمطالب الشعب ولكن كل ما فعلوه هو أنهم بعدما رأوا بأن الإضراب قد تم بقوة فى المحلة وأن ذلك من شأنه الإضرار بصناعة الغزل والنسيج التى هى ملك الحكومة. فقد قام أحمد نظيف بإعطاء شهر مجانى (رشوة) للعمال فى مصانع الغزل والنسيج بالمحلة حتى لا يتضامنوا مع الإضراب.
30% علاوة لمنع إضراب مايو:
إختفى الرئيس عن الساحة لفترة طويلة ولم يعد أحد يراه ثم ظهر بمفاجأة لكل المصريين وهى تغيير المحافظين وإنشاء محافظتين جديدتين, ثم جاء بمفاجأة أخرى فى أول مايو وهى إعطاء 30% علاوة للعاملين بالدولة يبدأ صرفها من أول مايو, فلماذا 30% ؟ ولماذا من أول مايو؟ ولماذا لم يحدث ذلك فى السنوات السابقة؟
الإجابة أنه فى السنوات السابقة لم تخرج بيانات تفيد بأنه سيحدث إضراب فى عيد ميلاد الرئيس مثلما حدث فى هذا العام. هذا بالإضافة إلى أن عيد ميلاد الرئيس هذا العام هو العيد الثمانين ولا يريد الرئيس أن يكون فى عيد ميلاده الثمانين إضراباً. ولذلك فقط كانت العلاوة..
زيادة ما بعد العلاوة:
وما إن مر عيد الميلاد الثمانون للرئيس حتى أعلنت الحكومة فى نهاية اليوم التالى عن زيادادت فى أسعار العديد من السلع والخدمات كان أهمها زيادة سعر البنزين بنسبة 45% وهكذا إستطاع الرئيس أن يحتفل بعيد ميلاده بدون إضراب.. ولأن أعضاء مجلس الشعب قد ثاروا لذلك فقد تم رفع مكافأة العضوية وبدل الجلسات وبدل التليفونات لأعضاء مجلس الشعب كرشوة حتى يلزموا الصمت جميعاً. وعيد سعيد يا ريس.
عيد الميلاد الثمانون والحكم لمدة 27 سنة.. منذ أن ولدت منذ 25 سنة وأنت رئيسنا يا ريس.. وحتى لا أنسى أن أقوم بتهنئتك فدعنى أقول لك بعد كل هذه السنوات.. كل سنة وأنت ريس (أقصد: طيب) ويا رب يخليك وتشوف إضراب السنة الجاية.
أزمة العيش وكيف تعاملوا معها:
تم إبعاد الطوابير عن الأفران وأصبحت الطوابير فى الأكشاك.
كان من له معرفه فى أى فرن يذهب إلى هذا الفرن ويشترى منه أى كمية من العيش (قد تصل إلى عشرة وعشرين جنية) دون الإلتزام بأى طابور مما كان من شأنه تعطيل الطابور حتى ينتهى هؤلاء من أخذ ما يريدون وكانوا فى الغالب لا ينتهون. أما بعد عمل الأكشاك فقد ظل هؤلاء يشترون من الفرن كما كان يحدث فى السابق مع تواجد معارف آخرين للعاملين فى الكشك.
الحكومة سبب أزمة رغيف العيش:
منذ فترة ليست بالبعيدة أعلن الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء بأنهم سيقومون بإلغاء دعم رغيف العيش مما أدى إلى إثارة المواطنين, فعاد وأعلن بأن الدعم سيظل ولن يتم إلغاؤه, ولم تمر أيام حتى أعلنت الحكومة زيادة سعر زيت المازوت 100% أى الضعف بالتمام والكمال.
فزادت تبعاً لذلك أسعار أشياء أخرى غير رغيف العيش.
نعود إلى رغيف العيش.. فبعد أن أعلنت الحكومة أنهم لن يقومون بإلغاء دعمه, ذهب الناس إلى الأفران ليجدوا أنهم لا يستطيعون الشراء بأكثر من جنيه, وقد أخبرنى أحد العاملين فى أحد الأفران بأن هناك أزمة دقيق أى أن الحكومة قامت بتقليل كمية الدقيق التى تأخذها الأفران (قامت بتقليل الدعم مقابل عدم إلغاؤه بالكامل). وقد كان معظم الناس يذهبون فى يوم واحد من الأسبوع إلى الأفران من أجل الشراء بجنيهان حتى يكفيه الخبز لمدة أسبوع, وذلك لأن اليوم الذى يذهب فيه هذا المواطن إلى الفرن هو يوم الأجازة الوحيد له من عمله, وبعد الأزمة أصبح هذا المواطن يضطر إلى الوقوف مرة أخرى فى الطابور من أجل الحصول على خبز بجنيه آخر حتى يكفيه طوال الأسبوع. وبالتالى تسببت الحكومة فى أزمة كبرى بالنسبة لطوابير الخبز.
كيف كان حل أزمة الخبز؟ ولماذا؟!
كان حل أزمة الخبز بالقيام بضبط مهربى الدقيق, وعمل فصل للإنتاج عن التوزيع حتى يمكن إحصاء كمية الخبز التى تخرج من كل فرن, كما تم عمل نظام توزيع الخبز على المنازل وذلك بعمل إشتراك فى الخبز (زى إشتراك الأتوبيس). وكانت هذه الحلول جيدة من الحكومة وهى خطوات كان لابد من إتخاذها منذ فترة طويلة.
إلا أنه كان من بين الحلول هو تقليل كمية الدقيق المستخدمة وبالتالى تقليل وزن الرغيف والذى رأى الكثير من الناس أنه نوع من التحايل عليهم مثل التحايل الذى حدث بتقليل الدعم مقابل عدم إلغاؤه بالكامل.
أما لماذا كان الحل.. فهو لضرب عصفورين بحجر واحد.. وهما حل أزمة الخبز.. إيجاد فرصة عمل من مفيش.. حيث سيتطلب هذا الحل تشغيل عمال للوقوف فى الأكشاك وعمال لتوصيل الخبز إلى المنازل.. أما بالنسبة لموضوع أنها فرصة عمل من مفيش فذلك لأن الناس هى التى ستدفع مرتبات هؤلاء العمال من الإشتراك الذى سيتم دفعه شهرياً نظير توصيل الخبز للمنازل.