جاء رجلان الى عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - أثناء خلافته وقد أمسكا بتلابيب رجل يتهمانه بقتل أبيهما ، فسأله الخليفه عمر ، أفعلت؟ فأعترف الرجل دون انكار فهم عمر يقتص منه فقال له الرجل : أمهلنى يا أمير المؤمنين ثلاثة أيام أذهب فيها الى أبنائى فاقدم لهم وصيتى على ان اعود بعدها مساء يوم الثالث . قال له امير المؤمنين : ومن يضمنك ان تعود الينا ؟ فلم يضمنه احد من الحاضرين . الا أن ابا ذر الغفارى قال : أنا اضمنه يا امير المؤمنين وانصرف الرجل ومضت الايام الثلاثة ولم يات الرجل ، وكاد أمير المؤمنين أن يقتص من أبى ذر ، ولكن شاءت العناية الالاهية أن يصل الرجل فى موعده ، فسأله عمر : ما الذى حملك على العودة وكان بامكانك الهرب؟ فقال الرجل : "خشيت أن يقال ذهب أهل الوفاء بالعهد. "، فقيل لأبى ذر : وأنت ما الذى حملك على أن تضمنه دون سابق معرفة ؟ فقال أبو ذر : " خشيت أن يقال ذهب أهل المروءة عند الحاجة اليهم " . وعندئذ وقف أبناء المقتول وقالا : " ونحن عفونا عنه يا أمير المؤمنين حتى لا يقال ذهب أهل العفو عند المقدرة